Thursday, January 17, 2019

"كلاسيكيات" دور المجموعات في البطولة الآسوية

شهد آخر يومين في دور المجموعات من بطولة كأس الأمم الآسيوية السابعة عشرة، اقامة لقائين من التي يطلق عليها "كلاسيكيات" كرة القدم الآسيوية، جمع الأول بين العراق وايران لحساب المجموعة الرابعة، مساء الأربعاء السادس عشر من يناير كانون الثاني في دبي، بينما سيجمع الثاني بين منتخبي السعودية وقطر في اليوم التالي في أبوظبي.
قمة ملعب آل مكتوم بين العراق وايران، استدعت ذكريات حرب طاحنة وقعت بين الجارين مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وأودت بحياة ما يقرب من مليون شخص، قبل أن تتغير الحسابات السياسية ويتقارب البلدان مرة أخرى، حتى وصل الحال ببعض الأندية العراقية باتخاذ ملاعب ايران أرضا لها، عندما كان هناك حظر على اللعب في المدن العراقية.
وعلى الرغم من أن المنتخبين دخلا المباراة وهما ضامنين التأهل عن المجموعة، بعد أن حققا الفوز في لقائي الجولتين الأوليين، الا أن المباراة اوفت بوعودها، وقدم الفريقان عرضا قويا على مدار شوطي اللقاء، أمتع الجماهير التي ملأت جنبات الملعب تقريبا بالتساوي بين أنصار المنتخبين، حتى انتهى اللقاء بالتعادل السلبي، لتتصدر ايران الترتيب وتصطحب العراق معها الى ثمن النهائي.
اما آخر مباريات الدور الأول، فستجمع الليلة بين منتخبي السعودية وقطر في استاد مدينة زايد الرياضية بالعاصمة ابوظبي، والذي يعتبر الملعب الرئيسي للبطولة، حيث احتضن مباراة افتتاح العرس الآسيوي، وسييكون مسرحا للمباراة النهائية مساء الأول من فبراير شباط المقبل.
وتتشابه قمة الليلة مع الأمس في كون المنتخبين وصلا لها بعد أن ضمنا التاهل عن المجموعة، الأمر الذي يخفف كثيرا من الأعباء عن كاهل لاعبي الفريقين، خاصة وأن اللقاء يأتي في توقيت حرج تشهده العلاقات بين الجارين، على خلفية الأزمة السياسية المتواصلة بينهما، الأمر الذي سئل عنه كثيرا لاعبا الفريقين، السعودي فهد المولد والقطري سعد الشيب، في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة بيوم، الا أن الاثنين أكدا أن اللقاء سيكون رياضيا في أرض الملعب بعيدا عن أية حسابات أخرى.
وبينما ينحاز سجل لقاءات الفريقين للمنتخب السعودي في مواجهاته مع نظيره القطري، بسبعة عشر انتصارا للأخضر مقابل ستة فقط للعنابي، الا أن الماضي القريب يثير الكثير من الشجون عند مشجعي المنتخب السعودي، حيث يعود تاريخ آخر مواجهة بين المنتخبين الى المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج الثانية والعشرين عام 2014، والذي فازت به قطر بهدفين لهدف محققة اللقب على أرض العاصمة السعودية الرياض، علما بأن محرز هدف الفوز القاتل للعنابي يومها هو اللاعب خوخي بوعلام، والذي سيكون حاضرا في لقاء الخميس.
سجل اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي هدفه رقم 400، في الدوري الإسباني، وذلك في المباراة التي فاز فيها فريقه برشلونة، على ضيفه فريق إيبار، بثلاثة أهداف نظيفة.
وبهذا الفوز يتصدر برشلونة ترتيب الدوري الإسباني، بفارق خمس نقاط عن فريق أتليتيكو مدريد، الذي يحتل المركز الثاني.
وأحرز ميسي الهدف الثاني لبرشلونة خلال المباراة، وعزز موقعه، كأفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني على الإطلاق. وجاء الهدف في المباراة رقم 435 له في الدوري الإسباني.
وسجل لويس سواريز الهدفين الأول والثالث لبرشلونة خلال اللقاء.
وأصبح ميسي أول لاعب يسجل 400 هدف، في بطولة واحدة، من ضمن أقوى خمس دوريات لكرة القدم في أوروبا.

Tuesday, January 1, 2019

رواندا: زورا كاروهيمبي التي أنقذت العشرات من الإبادة الجماعية

لم يكن لدى زورا كاروهيمبي أسلحة للدفاع عن نفسها عندما طوق الرجال الذين كانوا يلوحون بالسواطير منزلها، مطالبين بتسليم من كانت تأويهم.
كانت لها سمعة قوية في المنطقة بأنها قادرة على القيام بأعمال السحر. هذه السمعة، والخوف الذي زرعته في نفوس مجموعة من الرجال المدججين بالسلاح، كان كافياً لحماية امرأة مسنة مثلها وأكثر من مئة شخص خلال الإبادة الجماعية في رواندا.
قُتل 800 ألف شخص من التوتسي والهوتو المعتدلين، في أعمال العنف العرقية التي اجتاحت رواندا عام 1994، من بينهم ابنها البكر وابنتها.
وبعد 20 عاماً من تلك الأحداث، تحدثت كاروهيمبي من نفس غرفتها في منزلها الصغير الذي أخفت فيه الكثير من الناس، لمراسل بي بي سي كيف عاينت خلال الإبادة الجماعية "قلوب رجال مليئة بالحقد".
كان سلاح كاروهيمبي الوحيد هو تخويف القتلة بأنها ستبعث بالأرواح الشريرة إليهم وإلى عائلاتهم.
وأوضح مراسل بي بي سي جان بيير، أنها كانت تدهن نفسها بعشبة محلية مزعجة لجلد الانسان لإبعاد القتلة الذين كانوا يخافون أن تلمسهم فتصيبهم العدوى.
ويقول حسن حبياقري، أحد الناجين من الإبادة الجماعية: " هذه هي الطريقة التي استخدمتها كاروهيمبي تماما لإنقاذي وإنقاذ العديدين".
وأضاف حبياقري: "لقد تم إنقاذنا ليوم آخر بعد أن أخبرت كاروهيمبي ميليشيا الهوتو بأنه إذا دخلوا الضريح ، فإنهم سيعانون من غضب "نيا بينجي" وهي كلمة راواندية تطلق على الله وكانت تخيفهم تلك المعتقدات.
تحول منزل كاروهيمبي المكون من غرفتين في قرية موسامو إلى ملاذٍ آمن لأبناء التوتسي وحتى ثلاثة من الأوروبيين أثناء الإبادة الجماعية. وقال بعض السكان المحليين إن عشرات الأشخاص اختبأوا تحت سريرها وفي مكان سري في السقف وأضاف آخرون أنها حفرت خندقاً في حقلها لتخفي الناس فيه، وكان من بينهم أطفال رضع بقوا أيتاماً بعد مقتل أمهاتهم.
ولا يعلم حتى يومنا هذا عدد الأشخاص الذين كانوا في المنزل، وهي لم تحصِ عددهم كما قالت كاروهيمبي لجان بيير مراسل بي بي سي في راواندة في الذكرى العشرين للإبادة الجماعية، فقد كان عليها التعامل مع أمور أهم. وأخبر آخرون ميليشيا الهوتو بوجود مختبئين في منزل كاروهيمبي.
توفيت زورا كاروهيمبي (مواليد 1925) في منزلها في قرية موسامو، شرق العاصمة الراواندية في 17 ديسمبر/كانون الأول 2018. لا أحد يعرف تماما كم كان عمرها. ربما أكثر من 100 عام، لكن الأوراق الرسمية تشير إلى 93 عاماً. وعموما لم تكن امرأة شابة عندما وصلت ميليشيات الهوتو التي كانت معروفة باسم "إنتراهاموي" إلى قريتها، كان عمرها أثناء أحداث عام 1994 يقارب 70 عاماً.
كانت كاروهيمبي، بحسب القصص العديدة التي كُتبت عنها، تنتمي لأسرة من الأطباء التقليديين.
وقرر البلجيكيون تنظيم سكان رواندا، فقسموهم إلى مجموعات محددة وأصدرت بطاقات هوية تبين الانتماء العرقي لهم سواء كانوا من الهوتو أو التوتسي.
كانت عائلة كاروهيمبي من الهوتو ، وهم يشكلون الأغلبية في رواندا. بينما حصلت أقلية التوتسي على فرص عمل وتعليم أفضل خلال مرحلة الاستعمار.
وأذكت تلك التفرقة التوترات بين المجموعتين في عام 1959، وكانت كاروهيمبي لا تزال شابة في ذلك الحين، عندما أجبر ملك التوتسي "كيغيري الخامس" مع عشرات الآلاف من أبناء التوتسي على الذهاب إلى المنفى في أوغندا المجاورة في أعقاب ما يعرف بـ "ثورة الهوتو" في رواندا.
لذا، عندما بدأت الهجمات الأولى في أعقاب إسقاط طائرة الرئيس "جوفينال هابياريمانا" في أبريل/نيسان 1994، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها كاروهيمبي مثل هذا العنف، لكنها لم تكن تعرف كم كانت الأمور سيئة. ووصل الأمر إلى أن الأزواج من الهوتو يتفادون زوجاتهم التوتسيات لتجنب مصيرهن.